وصلتنى رسالة استغاثة من عادل سعيد عبدالرحيم زايد، عضو الجمعية العمومية لمركز شباب العامرية، يقول فيها:

«مراكز الشباب هى الملاذ لتلاميذ وطلبة المدارس والجامعات خلال الإجازة الصيفية يقضون فيها أوقات فراغهم، يمارسون فيها الأنشطة المختلفة، فهى خط أحمر ومسألة أمن قومى. المجلس القومى للشباب يقتل الولاء والانتماء لدى الشباب بسبب قراراته العكسية، التى تخالف الدستور والقانون.. لائحة النظام الأساسى لمراكز الشباب، الخاصة بشروط الترشح لعضوية مجالس الإدارات التى تكتفى فيمن يرشح نفسه عضوا فيها بأن يكون حاصلاً على الإعدادية أو الدبلوم، هذا التعديل الجديد هو المضحك المبكى للأسباب التالية:

أولاً، هذا مخالف لنص المادة (١٠) من الدستور، التى تنص على أن تكفل الدولة حماية الأمومة والطفولة وترعى النشء والشباب وتوفر لهم الظروف المناسبة لتنمية ملكاتهم، فهل عضو مجلس إدارة حاصل على محو الأمية لديه الفكر الذى يمكنه من التواصل مع شباب الإنترنت وشباب السماوات المفتوحة؟! لقد تحولت مراكز الشباب بسبب هذه اللائحة إلى مراعٍ للخراف والماعز، تحولت إلى بيوت أشباح تسكنها الغربان والخفافيش وينعق فيها البوم بعد أن كانت منارة للعلوم والثقافة، والسبب فى ذلك هذه اللائحة العقيمة التى عفا عليها الزمن.

كما أن من مهام مجالس الإدارات تنمية موارد المركز وتطوير المركز فى جميع الأنشطة المختلفة من ثورة إدارية وإنشائية.. والسؤال: هل عضو بهذه المواصفات تتوافر فيه صفة التطوير نحو الأفضل والأحسن؟! إنها كارثة بكل المقاييس.

كان من الأجدر أن تنص اللائحة على الآتى: يشترط فيمن يرشح نفسه عضوا لمجلس إدارة مركز شباب أن يكون حاصلا على مؤهل عالٍ، هذا بالنسبة لرئيس المجلس وكذلك نائبه، وبقية الأعضاء ممكن أن يكونوا حاصلين على مؤهل متوسط على الأقل لكن المجلس مازال مصرا على توافر شروط عفا عليها الزمن وهى الحصول على الإعدادية أو الدبلوم.. هل هذا يعقل بعد الثورة، وهذا هو التعديل الجديد بعد الثورة فى ظل الرئيس الحالى للمجلس القومى للشباب، حيث صدر قرار من رئيس المجلس القومى للشباب رقم ١٢٠ لسنة ٢٠٠٩ المادة ٤٣ من لائحة النظام الأساسى لمراكز الشباب بهذا التعديل بعد الثورة المجيدة؟!

الشباب هم نبت اليوم وأمل المستقبل، فهم القيادات التى نعدها لشغل المناصب القيادية والسياسية فى المستقبل، ولا يمكن القيام بأى تنمية أو إصلاح، سواء اقتصادى أو سياسى أو على مستوى المحليات أو اللامركزية إلا بالتنمية الثقافية. إن البناء فى البشر أصعب من البناء فى الحجر، ولن تبنى أمة من غير شباب عظيم ينتمى لأمته ويؤمن برسالتها فى الحياة، نريد شباباً قوياً فى عقيدته وروحه، شباباً قوياً فى عقله وفكره وجسمه، هل عضو مجلس إدارة، يحمل مؤهل إعدادية، قادر على خلق جيل بهذه الصفات؟! إنها الكارثة التى حلت بمراكز الشباب فى ظل رئيسها الحالى الذى أتى بعد الثورة ولكن يبدو أن الثورة لم تصل إلى المجلس القومى للشباب.

معظم مراكز الشباب توجد فيها معامل للحاسب الآلى ومكتبات وغيرهما من الأنشطة التى تحتاج إلى صاحب رؤية، بعيدا عن الشللية وأصحاب المصالح الذين قبعوا على هذه المراكز لمدد لا تقل عن ٣٠ سنة، تحولت خلالها إلى غرز وبيوت أشباح لا منارة للثقافة والعلم والرياضة. أتمنى أن تجد استغاثتى يداً تحنو عليها وتشملها بالعناية والاهتمام.

ملحوظة: المشكلة ليست خاصة إنما عامة، تخص كل شباب وشابات مصر، الحقوا شباب وشابات مصر فى خطر، المراكز الشبابية أصبحت طاردة للمثقفين وأصبحت تحتوى حاملى الإعدادية، فهل هذا يعقل بعد ثورة عظيمة كان فى طليعتها الشباب والشابات؟!»